في ترجمة علي الأكبر (عليه السلام) (ثمرات الأعواد)
ثمرات الأعوادالسيد علي النجفي ج1 المطلب الثاني والأربعون
روى ابن إدريس في السرائر , قال : ولد علي الأكبر بعد وفاة جده أمير المؤمنين عليه السلام بسنتين ؛ ورواره المفيد ايضاً في الارشاد .
وأمه ليلى بنت أبي مرة بن عروة الثقفي , وقيل : ولد في أوائل خلافة عثمان ؛ وروى الحديث عن جده أمير المؤمنين عليه السلام ؛ وكان أشبه الناس خلقاً ومنطقاً برسول الله صلى الله عليه واله وسلم .
وروى أبو الفرج الأصبهاني : إن معاوية ابن أبي سفيان قال يوماً : من أحق الناس بهذا الأمر ـ يعني ـ الخلافة ؟ فقال له جلساؤه : أنت ! قال : لا , إن أولى الناس بهذا الأمر علي بن الحسين الأكبر لأن جده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم , وفيه شجاعة بني هاشم وسخاء بني أمية وزهو ثقيف.
وأمه ليلى بنت أبي مرة بن عروة الثقفي , وقيل : ولد في أوائل خلافة عثمان ؛ وروى الحديث عن جده أمير المؤمنين عليه السلام ؛ وكان أشبه الناس خلقاً ومنطقاً برسول الله صلى الله عليه واله وسلم .
وروى أبو الفرج الأصبهاني : إن معاوية ابن أبي سفيان قال يوماً : من أحق الناس بهذا الأمر ـ يعني ـ الخلافة ؟ فقال له جلساؤه : أنت ! قال : لا , إن أولى الناس بهذا الأمر علي بن الحسين الأكبر لأن جده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم , وفيه شجاعة بني هاشم وسخاء بني أمية وزهو ثقيف.
وكانت تقصده الوفود والشعراء , فممّا مدح به قول الشاعر :
لم تـر عـيـن نظرت مثله من محتف يمشي ومن ناعل
يغـلي نـييء اللحم حتى إذا انـضج لـم يغل على الآكل
كـان إذا شـبـّت له نـاره يـوقـدها بالـشرف الطائل
كـيمـا يـراها بائس مرمل أو فـرد حي لـيس بالآهـل
لا يـؤثر الـدنيا عـلى دينه ولا يـبـيـع الحق بالـباطل
أعني ابن ليلى ذاالسدى والندى أعني ابن بنت الحسب الفاضل
وكان يكنى اباالحسن , ويلقب بالأكبر , ]لأنه أكبر[ أولاد الحسين عليه السلام على ما رواه صاحب كتاب « الحدائق الوردية » في قول العقيقي وكثير من الطالبية , لأن أولاد الحسين عليه السلام ثلاثة منهم اسمهم اسم أبيه علي عليه السلام .
وعن كثير ابن شاذان : شهدت علي الأكبر وهو إذ ذاك صبي وقد اشتهى عنباً في غير أوانه , فقال لأبيه الحسين : ابه إني اشتهيت عنباً ! فضرب الحسين عليه السلام على يده إلى إسطوانة المسجد فأخرج له عنباً وموزاً في غير أوانه ودفع إليه وقال له : ولدي كل من فضل ما أنعم الله علينا . ثم التفت إلينا وقال : ما عندالله لأوليائه أكثر .
وذكر أرباب التأريخ في تأريخهم وأجمعوا على أن علي الأكثر شابه جده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم , لا بل شابح الأشباح الخمس وهم : رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وعلياً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام , أما شباهته بجده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فكان إذا تلى آية أو
روى رواية شابه رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في كلامه ومقاله , بل وفي خلقه وأخلاقه .
يروى : إنه دخل رجل نصراني مسجد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقال له الناس : أنت رجل نصراني اخرج من المسجد . فقال لهم : إني رأيت البارحة في منامي رسول الله ومعه عيسى ابن مريم , فقال عيسى ابن مريم : أسلم على يد خاتم الأنبياء محمد ابن عبدالله فإنه نبي هذه الأمه حقّا ؛ وأنا أسلمت على يده وأتيت الآن لاجدد اسلامي على رجل من أهل بيته . قال : فجاؤا به الى الحسين عليه السلام فوقع على قدميه يقبلهما , فلما استقر به المجلس قص له الرؤيا التي رآها في المنام فقال له : أتحب أن آتيك بشبيهه ؟ قال : بلى سيدي ؛ قال : فدعى الحسين عليه السلام بولده علي الأكبر ـ وكان إذ ذاك طفل صغير وقد وضع على وجهه البرقع ـ فجيء به إلى أبيه , فلما رفع الحسين عليه السلام البرقع من على وجهه ورآه ذلك الرجل وقع مغمى عليه , فقال الحسين عليه السلام : صبّوا الماء على وجهه , ففعلوا فلما أفاق إلتفت إليه الحسين عليه السلام وقال : يا هذا إن ولدي هذا شبيهاً بجدي رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ؟ فقال الرجل : اي والله ؛ فقال له الحسين عليه السلام : يا هذا إذا كان عندك ولد مثل هذا وتصيبه شوكة ما كنت تصنع ؟ قال : سيدي أموت ! فقال الحسين عليه السلام : أخبرك إني أرى ولدي هذا بعيني مقطّعاً بالسيوف إرباً إرباً .
وأما شباهته بجده أمير المؤمنين عليه السلام فإنه شابه عليه السلام بالإسم والكنية وبالشجاعة وتعصّبه للحق , وناهيك عن شجاعته عما رواه شيخنا أبو جعفر ابن بابويه القمي قال : ولما حمل عليه بن الحسين على القوم زحزحهم عن أماكنهم وأنهضهم عن مواضعهم , حتى قتل على عطشه مائة وعشرين رجلاً .
وروي : أنه لما حمل على القوم يوم عاشوراء اختلف العسكر فيه وأخذ أصحاب ابن سعد كل يسأل من صاحبه : ابن من هذا ؟! ومن يكون هذا الصبي ؟! وأما الذين هم آخر الجيش فقد أخذتهم الدهشة حتى ظنّوا أن أمير المؤمنين عليه السلام
قد خرج إليهم من قبره , فلما رأى علي بن الحسين عليه السلام ذلك جعل يرتجز ويقول :
أنـا عـلي بن الحسين بن علي نحن وبـيت الله إولى بالنبي
أضربكم بالسيف أحمي عن أبي ضرب غلام هاشمي علوي
فرجعت الخيل تسحق بعضها بعضاً .
قال بعض الرواة : وشد علي على الناس مراراً , وقتل منهم جمعاً كثيراً حتى ضج الناس من كثر من قتل منهم .
وفي بعض التواريخ إن حملاته بلغت إثني عشر حملة فهذه شباهته بجده أمير المؤمنين عليه السلام .
وأما شباهته بالزهراء عليه السلام فقد أجمع المؤرخون على أن الزهراء عليها السلام توفيت ولها من العمر ثمانية عشر سنة , وكذلك علي الأكبر عليه السلام قتل يوم كربلاء وله من العمر ثمانية عشر سنة .
وأما شباهته بعمه الحسن عليه السلام فقد شابهه بالبهاء والهيبة . يروى أن الحسن عليه السلام كان إذا مشى في الطريق لا يسبقه سابق , وإذا جلس بباب داره ينقطع الطريق لهيبته , وإذا جلس في البيت المظلم لا يحتاج الى ضياء , وكذلك علي الأكبر كان مهاباً يتلألأ وجهه نوراً .
وأما شباهته بأبيه الحسين عليه السلام فقد شابهه بالإباء والكرم ؛ يروى إن علي ابن الحسين بنى داراً للضيافة في زمن أبيه الحسين عليه السلام بالمدينة وكانت تقصده الشعراء والوفود حتى قيل فيه :
يغلى نيء اللحم حتى إذا انضج لم يغل على الآكل
قال أبو الفرج وغيره : كان علي الأكبر أول قتيل من بني هاشم من بعد الحسين عليه السلام .
ويروى : إنه لما نظر إلى وحدة أبيه الحسين عليه السلام تقّدم إليه وهو على فرس له
يدعى «ذاالجناح» فاستأذنه للبراز , وكان علي الأكبر من أصبح الناس وجهاً وأحسنهم خلقاً , فنظر إليه الحسين عليه السلام نظر آيس وأرخى عينيه بالدموع وأطرق برأسه لئلا يراه العدو فيشمت به , ثم رفع رأسه مشيراً بسبابتيه إلى السماء وقال :
« اللهم اشهد عليهم فقد برز إليهم أشبه الناس خلقاً وخلقاً ومنطقاً برسولك محمد صلى الله عليه واله وسلم , وكنّا إذا اشتقنا إلى نبيك نظرنا على هذا الصبي , اللهم امنعهم بركات الأرض وفرقهم تفريقا , ومزقهم تمزيقا , واجعلهم طرائق قددا , ولا ترضي الولاة عنهم أبداً , فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلوننا »
قال : وصاح بعمر ابن سعد : ويلك يابن سعد قطع الله رحمك كما قطعت رحمي , ولا بارك الله لك في أمرك , وسلط الله عليك من يذبحك على فراشك ؛ ثم تلا قوله تعالى : « إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم »
قال الراوي : فكأنما علم الرخصة من أبيه فحمل على القوم وجعل يرتجز ويقول :
أنـا عـلي بن الحسين بن علي نحن وبـيت الله إولى بالنبي
أضربكم بالسيف أحمى عن أبي ضرب غلام هاشمي علوي
وقال فيه الشاعر:
وعـلي قـدر من ذوائبه هاشم عبقت شمائله بطيـب المحتد
جمع الصفات الغر وهي تراثه من كل غطريف وشهم أصيد
في بأس حمزة في شجاعة حيدر بأبا الحسين وفي مهابة أحمد
وتراه فـي خلق وطـيب خلائق وبليغ النطق كالنبي محمد
0 التعليقات:
إرسال تعليق