الجمعة، 10 يونيو 2011

المساجد المؤسسة على التقوى

 بسم الله الرحمن الرحيم
(المساجد المؤسسة على التقوى)
(لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ). (التوبة 108)
حديثي عن هذه الآية يدور في ثلاث نقاط :

النقطة الأولى: سبب نزول الأية.
النقطة الثانية: الدروس التي يمكن أن نستوحيها من سبب النزول.
النقطة الثالثة: مالمراد من قوله تعالى: (فيه رجال يحبون أن يتطهروا)

النقطة الأولى:
سبب نزول الآية أن بني عمر بن عوف اتخذوا مسجد (قبا) وبعثوا إلى الرسول (ص) أن  يأتيهم فأتاهم وصلى في مسجدهم، فحسدهم جماعة من المنافقين من بني غنم بن عوف فقالوا نبني مسجدا فنصلي فيه ولا نحضر جماعة محمد وكانوا اثني عشر رجلا وقيل خمسة عشر فبنوا مسجدا إلى جنب مسجد (قبا).
فلما بنوه أتوا رسول الله (ص) وهو يتجهز إلى تبوك فقالوا: يارسول الله إنا قد بنينا مسجدا لذي العلة والحاجة والليلة الممطرة والليلة الشاتية وإنا نحب أن تأتينا فتصلي فيه وتدعو لنا بالبركة.
فقال النبي (ص): إني على جناح سفر ولوقدمنا أتيناكم إن شاء الله.
فلما انصرف الرسول (ص) من تبوك نزل عليه قوله تعالى (إن الذين اتخذوا مسجدا ضرارا وتفريقا بين المؤمنين ···)
ونزل قوله تعالى (لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه) هذا تمام الكلام في النقطة الأولى.
النقطة الثانية :
الدرس الاول:
أن المساجد تنقسم إلى قسمين مساجد أسست على التقوى من أول يوم. كما قال تعالى:  (لمسجد اسس على التقوى من أول يوم احق ان تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين) ومساجد أسست من أجل الإضرار بالمسلمين كمسجد الضرار، قال تعالى: (والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد أنهم لكاذبون)
(107/الـتـوبـة)
فالمساجد التي أسست على التقوى لا ينبعث منها إلا الخير، والمساحد التي أسست على غير التقوى لاينبعث منها إلا الشر.
وهنا التكليف الشرعي الذي يلزم به المكلف أن يتوجه إلى المساجد التي أسست على التقوى فهي أحق أن يقوم فيها.


الدرس الثاني:
على المؤمن أن يكون واثقا تمام الثقة بالله أن مايؤسس على التقوى يبقى مشعل خير للأجيال. ومايؤسس على الضلال يذهب هباء منثورا ،قال تعالى(فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال) (الرعد 17)


الدرس الثالث:
أن المؤمن عليه أن يكون يقظا فأعداء الله من أجل هدفهم وهو القضاء على الرسول (ص) ودعوته سيبحثون عن كل وسيلة لهذا الهدف ولو بالتلبس بلباس الدين والتقوى والصلاح وسيتخذون المساجد غطاء لما يرومون إليه.
كما قال الشاعر:
لايغرنك من المرء رداء رقعه      وقميص فوق ساق الكعب منه رفعه
وجبين لاح فيه أثر قد قلعه       أره الدرهم تعرف غيه أو ورعه
وانت يامؤمن لاتكن إمعة تنعق خلف كل ناعق، فستسأل عن موقفك، فماذا سيكون جوابك؟


النقطة الثالثة:
مالمراد من قوله تعالى (فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين)
الطهارة هنا تنقسم إلى ثلاثة اقسام:
الطهارة المادية :
بحيث أن هؤلاء الرجال في دخولهم للمساجد يحرصون تمام الحرص على طهارة لباسهم وأبدانهم ويتجنبون الروائح الكريهة ولا يلبسون ملابسا لاتنسجم وروحانية المساجد.
قال تعالى: (يابني آدم خذوازينتكم عند كل مسجد) (الأعراف31)
وقال الإمام الصادق (ع) عليكم بإتيان المساجد فإنها بيوت الله في الأرض ومن أتاها متطهرا طهره الله من ذنوبه وكتب من زواره فأكثروا فيها من الصلاة والدعاء.
الطهارة التكوينية:
فلايجوز للحائض والجنب المكث في المساجد لأن النص قد ورد بذلك ولأن ذلك يتنافى مع الطهارة التكوينية للمسجد.
الطهارة بمعنى الالتزم بالدين :
فعلى الذين يختلفون إلى المساجد أن يحرصوا على المحافظة بالالتزام بالدين بأن يطهروا قلوبهم من الغل والذنوب كالغيبة والنميمة وما إلى هنالك من آفات اللسان، ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة. قال تعالى: (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخشى إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين)
والحمد لله رب العالمين
حديث الجمعة للشيخ سعيد السلاطنة 10جمادى الآخرة1432هجري
مصلى النعيم

0 التعليقات:

إرسال تعليق