بسمه تعالى: (إنَّ الله لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)(الرعد11)
سنَّة الله وأمره لعباده، التغيير...
همُّ الأنبياء والمرسلين. التغيير...
مشروع الإنسان الواعي. التغيير...
إن التغيير له دورٌ كبير على السلوك والمزاج العام لدى الإنسان...
إذا أردت أن تبثّ الحياة في دمائك، وإذا أردت أن تُولَد من جديد، فعليك بالتغيير، عليك أنْ تخرج من ذلّ الجمود والضجر والكسل.
لا تجعل حياتك سجناً ضيّقاً يدفع بنفسك إلى الهاوية فتستسلمَ للروتين البغيض، بل عليك بالتغيير...
التغيير إلى الأفضل طبعاً!!
صحيحٌ أنّ التغيير هو بحدّ ذاته ولوحده يعدُّ نجاحاً على مستوى النفس ولكنّ الأنجح وهو الهدف السامي هو: التغيير إلى الأفضل.
إنّ الحديث في هذه الفقرة، يشير إلى التغيير بحدّ ذاته!
بمعنى: أن التغيير ينبغي أن يكون همّاً يعيشه الإنسان الواعي المتحضّر وهو خطوة منفصلة - نوعاً ما – عن الهدف من وراء التغيير، إذ أنّه بحدّ ذاته يعدّ مشروعاً مهماً في حياة الإنسان، وحيث أنّ التغيير إلى الأفضل هو فرع التغيير نفسه، وإن تحصيله والبحث عنه هو هدف الإنسان الطامح فيقتضى ذلك تحصيل الهدف الأسمى وهو قوله: (ومن كان آخر يوميه خيرَهما فهو مغبوط)، أي: يُنظر إليه على أنّه إنسانٌ ناجحٌ في الحياة.
حسين البحراني
[1] وسائل الشيعة، الحرّ العاملي، الشيخ محمد بن الحسن، مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث، ج16، ص94، ح5. الحديث مرويّ عن الإمام جعفر الصادق (ع)، ونصّه الكامل كالآتي: "من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يوميه خيرهما فهو مغبوط، ومن كان آخر يوميه شرّهما فهو ملعون، ومن لم يرَ الزيادة في نفسه فهو إلى النقصان، ومن كان إلى النقصان فالموت خير له من الحياة".
0 التعليقات:
إرسال تعليق