قد يسأل البعض لماذا أمر الإسلام بغسل كامل الجسم لدى حصول الجنابة في حين ان عضوا معينا واحدايتلوث أو يتسخ في هذه الحالة ؟
فـهـل هـنـاك فـرق بين البول الخارج من ذلك العضو, وبين المني الخارج منه أثناء الجنابة بحيث يـجـزي غـسـل الـعـضو وحده في حالة التبول , بينما يجب غسل الجسم كله بعد خروج المني من العضو؟
لـهذا السؤال جوابان, مجمل ومفصل, وهما كما يلي:
فالجواب المجمل يتلخص في: أن خروج المني من الإنسان لا ينحصر أثره في العضو الذي يخرج منه , أي أنه ليس كالبول والفضلات الأخرى.
والـدلـيـل على هذا القول هو تأثر الجسم كله أثناء خروج المني من العضو بحيث تطرا على خلايا الـجـسـم كلهاحالة من الاسترخاء والخمول , وهذه الحالة هي الدليل على تأثير الجنابة على أجزاء الـجـسـم كـلـهـا, وقد أظهرت بحوث العلماء المتخصصين - في هذا المجال - أن هناك سلسلتين عصبيتين نباتيتين في جسم الانسان , هما السلسلة السمبثاوية (الأعصاب المحركة) والسلسلة شبه السمبثاوية (الأعصاب الكابحة) تمتدان في كافة أجزاءالجسم وأجهزته الداخلية , وتتولى السلسلة الـسـمبثاوية تحفيز أجهزة الجسم على العمل وتسريع عملها, بينما السلسلة شبه السمبثاوية تعمل عـكس الأولى , فتحد عمل أجهزة الجسم وتبطئها فالأولى تلعب دور جهاز دفع البنزين في السيارة مـن أجل تحريكها والاخرى يكون دورها دور الكابح فيها لايقافها عن الحركة , وبالتوازن الحاصل في عمل هاتين السلسلتين العصبيتين تعمل جمع اجهزة جسم الإنسان بصورة متوازنة أيضا.
وقـد تـحـدُث فـي جسم الإنسان - أحيانا - فعاليات تعيق استمرار هذا التوازن فيطغى عمل أحد الـسلسلتين العصبيتين على عمل الجملة الأخرى , ومن هذه الفعاليات وصول الإنسان إلى الذروة في الـلـذة الجنسية , أي مايسمى بحالة الأوركازم التي تقترن بخروج المني من عضو الإنسان , وفي هذه الحالة يطغى عمل السلسلة العصبية شبه السمبثاوية الكابح على عمل السلسلة العصبية الأخرى الـتي هي السمبثاوية الدافعة فيختل التوازن بصورة سلبية في جسم الإنسان , وقد ثبت بالتجربة أن الـشـيء الـذي يـمكنه إعادة التوازن بين عمل تلك السلسلتين العصبيتين, هو وصول الماء إلى جسم الإنسان , ولما كانت حالة الأوركازم التي يصل إليها الإنسان لدى الجنابة تؤثر بصورة محسوسة عـل أجـهـزة جسم الإنسان وتخل بتوازن السلسلتين العصبيتين المذكورتين , لذلك أمرالإسلام بأن يـبـاشـر الإنسان غسل كل جسمه بعد كل مقاربة جنسية, أو لدى خروج المني منه , حيث يعود بـهـذا الـغـسل التوازن بين عمل السلسلتين العصبيتين السمبثاوية وشبه السمبثاوية في كل أجزاء الجسم , فتعود لها حالتها الطبيعية في الحركة والحياة.
وبديهي ان فائدة الغسل لا تنحصر في الذي تحدثنا عنه قبل قليل, بل ان الغسل يعتبر ايضا نوعا من الـعـبـادة الـتـي لها آثار اخلاقية لا تنكره, ولهذا السبب يبطل الغسل ان لم يكن مقترنا بنية الطاعة والتقرب الى اللّه سبحانه, لان الحقيقة هي ان الجسم والروح كليهما يتاثران اثناء خروج المني من الانسان او لدى حصول المقاربة الجنسية -فالروح تجر بذلك وراء الشهوات المادية ويدفع الجسم الى حالة الخمول والركود.
1. تفسير الأمثل.
2. ونـقـرأ في رواية عن الإمام الثامن علي بن موسى الرضا (ع) قوله: (إن الجنابة خارجة من كل جسده فلذلك وجب عليه تطهير جسده كله) وفي هذه الرواية إشارة للبحث الذي تناولناه أعلاه ـ من وسائل الشيعة , ج 1, ص 466.
1 التعليقات:
ما شاء الله خوش موضوع
تحت أي آية أو في أي جزء من الأمثل
إرسال تعليق