(ينابيع المودة لذوي القربى)
المؤلف: القندوزي الحنفي
ج3 ص282الحديث الأول:
في فرائد السمطين : بسنده عن مجاهد ، عن ابن عباس (رضي الله عنهما)
قال: قدم يهودي يقال له نعثل (1)
فقال: يا محمد أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين فان أجبتني عنها أسلمت على يديك.
قال: سل يا أبا عمارة.
فقال: يا محمد صف لي ربك.
فقال (ص): لا يوصف إلا بما وصف به نفسه، وكيف يوصف الخالق الذي تعجز العقول أن تدركه والأوهام أن تناله، والخطرات أن تحده، والابصار أن تحيط به، جل وعلا عما يصفه الواصفون، نائي في قربه، وقريب في نأيه، هو كيف الكيف، وأين الأين، فلا يقال له أين هو؟، وهو منقع الكيفية، والأينونية، فهو الأحد الصمد كما وصف نفسه، والواصفون لا يبلغون نعته، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد.
قال: صدقت يا محمد، فأخبرني عن قولك إنه واحد لا شبيه له، أليس الله واحد والانسان واحد؟
فقال (ص): الله ( عز وعلا ) واحد حقيقي، أحدي المعنى، أي لا جزء ولا تركب له، والانسان واحد ثنائي المعنى، مركب من روح وبدن.
قال: صدقت، فأخبرني عن وصيك من هو ؟ فما من نبي إلا وله وصي، وإن نبينا موسى بن عمران أوصى يوشع بن نون.
فقال: إن وصيي علي بن أبي طالب، وبعده سبطاي الحسن والحسين، تتلوه تسعة أئمة من صلب الحسين.
قال: يا محمد فسمهم لي ؟
قال: إذا مضى الحسين فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه محمد، فإذا مضى محمد فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر فابنه موسى، فإذا مضى موسى فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه محمد، فإذا مضى محمد فابنه علي، فإذا مضى علي فابنه الحسن، فإذا مضى الحسن فابنه الحجة محمد المهدي، فهؤلاء إثنا عشر.
(1) فرائد السمطين 2 / 132 حديث 431 .
الحديث الثاني:
وفي المناقب عن واثلة بن الأسقع بن قرخاب ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال :
دخل جندل بن جنادة بن جبير اليهودي على رسول الله ( ص )،
فقال: يا محمد أخبرني عما ليس لله، وعما ليس عند الله، وعما لا يعلمه الله ؟
فقال (ص): أما ما ليس لله ، فليس لله شريك ، وأما ما ليس عند الله ، فليس عند الله ظلم للعباد ، وأما ما لا يعلمه الله ، فذلك قولكم يا معشر اليهود إن عزير ابن الله ، والله لا يعلم أن له ولد بل يعلم أنه مخلوقه وعبده.
فقال: أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله حقا وصدقا.
ثم قال: إني رأيت البارحة في النوم موسى بن عمران ( ع )
فقال: يا جندل أسلم على يد محمد خاتم الأنبياء واستمسك أوصياءه من بعده ،
فقلت: أسلم ، فلله الحمد أسلمت وهداني بك.
ثم قال: أخبرني يا رسول الله عن أوصيائك من بعدك لا تمسك بهم.
قال: أوصيائي الاثنا عشر .
قال جندل: هكذا وجدناهم في التوراة ،
وقال: يا رسول الله سمهم لي .
فقال: أولهم سيد الأوصياء أبو الأئمة علي ، ثم ابناه الحسن والحسين ، فاستمسك بهم ولا يغرنك جهل الجاهلين ، فإذا ولد علي بن الحسين زين العابدين يقضي الله عليك ، ويكون آخر زادك من الدنيا شربة لبن تشربه .
فقال جندل: وجدنا في التوراة وفي كتب الأنبياء ( ع ) إيليا وشبرا وشبيرا ، فهذه اسم علي والحسن والحسين ، فمن بعد الحسين ؟ وما أساميهم ؟
قال: إذا انقضت مدة الحسين فالامام ابنه علي ويلقب بزين العابدين ، فبعده ابنه محمد يلقب بالباقر ، فبعده ابنه جعفر يدعى بالصادق ، فبعده ابنه موسى يدعى بالكاظم ، فبعده ابنه علي يدعى بالرضا ، فبعده ابنه محمد يدعى بالتقي والزكي ، فبعده ابنه علي يدعى بالنقي والهادي ، فبعده ابنه الحسن يدعى بالعسكري ، فبعده ابنه محمد يدعى بالمهدي والقائم والحجة ، فيغيب ثم يخرج ، فإذا خرج يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، طوبى للصابرين في غيبته ، طوبى للمقيمين على محبتهم ، أولئك الذين وصفهم الله في كتابه ، وقال (هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب) (1) ، ثم قال تعالى (في أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) (2) .
فقال جندل: الحمد لله الذي وفقني بمعرفتهم .
ثم عاش إلى أن كانت ولادة علي بن الحسين ، فخرج إلى الطائف ، ومرض ، وشرب لبنا ،
وقال: أخبرني رسول الله (ص) أن يكون آخر زادي من الدنيا شربة لبن ، ومات ودفن بالطائف بالموضع المعروف بالكوزارة .
( 1 ) البقرة / 2 و 3 .
( 2 ) المجادلة / 22 .
0 التعليقات:
إرسال تعليق