الأحد، 29 مايو 2011

بحث عقلي حول العصمة ..!!

بحث عقلي حول العصمة ..!!
الكاتبة (كربلائية حسينية)
بسمه تعالى
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركة ...
غالبا حوارنا مع السنة يكون حوار جامد بأدلة أحيانا من كتبه يضعفها ويوثقها بحسب مزاجه وارتأيت أن نغير أسلوب خطابنا معهم ونخاطب عقولهم هذه المرة عل وعسى تتحرك ملكات العقل لديهم وتفتح عندهم نافذة على الحقيقية ..
ببسم الله والصلاة على رسول الله وآله حجج الله أبدأ معكم ..

بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)
صدق الله العلي العظيم
الكثير من المخالفين لمذهبنا يدعي أن هذه الآية نزلت بزوجات النبي (ع وآله)

نقول لهم أين نون النسوة التي استخدمها الله عز وجل في مخاطبة نساء النبي (ع آله) كما في الآية التالية: بسمه تعالى (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما) صدق الله العلي العظيم، وفي قوله تعالى: (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) صدق الله العلي لعظيم إن الله عز وجل عندما يخاطب نساء النبي (ع وآله) في القرآن الكريم دائما يستخدم نون النسوة ولاحظوا أنه عز وجل لم يستخدمها في آية التطهير وهذا دليل دامغ على أن هذه الآية نزلت بأهل بيت النبي (ع وآله) أمير المؤمنين علي وسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء وسيدي شباب أهل الجنة الحسنين (ع أجمعين) وذريتهم من بعدهم (ع)
و هي الحجة الإلهية على الخلق بحقيقة عصمتهم (عليهم الصلاة والسلام) وتعزيزا لقولنا بعصمة مولاتنا فاطمة (ع) 1. قول رسول الله (ع آله) عنها: (إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها) هذا القول للرسول (ع وآله) تلازمه العصمة لأنه من المستحيل أن يناط غضب الزهراء(ع) بغضب الله وهي غير معصومة!! ولبيان هذه العظمة التي تجليها عصمتها (ع) أكد الرسول (ع وآله) تكرارا عليها كقوله (ع وآله) (فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ويربني ما رابها) إن أذى الرسول (ع وآله) يعني أذى الرسالة والقيم والمبادىء لأنه (ع وآله) هو محور الحق بل هو الحق الذي يجب أن نقتبس منه وهو يمثل الإرادة الإلهية ولبيان هذه الحقيقة يقول عز وجل: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة) صدق الله العلي العظيم .
كما أن القرآن الكريم تحدث عن عصمة مريم (ع) إذ قال: (وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين) صدق الله العلي العظيم لقد طهر الله واصطفى مريم وهذه هي العصمة بعينها ولا يمكن أن يكون الفاضل أقل درجة من المفضول فإذا ثبتت عصمة مريم (ع) بالأولى إثبات عصمة الزهراء(ع) لأنها أعلى رتبة وأخص درجة بما عرفت عنها ومدح رسول الله (ع وآله) لها عليها أفضل الصلاة والسلام .


يحلو للبعض من المخالفين أن يدعي أن رسول الله (ع وآله ) إنسان مثلنا يخطئ ويصيب (يصيب في الأمور التبليغية ويخطئ في أمور أخرى!) فإن كان كذلك فمن سيفرز لنا أعماله المعصومة عن المخطئة ؟ من يقول لنا أن هذا من أمور التبليغ فهو الآن معصوم أو أن هذا من أمور الموضوعات الخارجية إذن هو اليوم غير معصوم !!! فإذا قال أحدهم أن الرسول (ع وآله) هو من يفرز ذلك إذن لا نثق في أفعاله دائما نشك في أفعاله لأننا نحتمل أن حكمه وفرزه كان خاطئا فلا نتبعه, إلا إذا قلنا أنه (ع وآله) معصوم عصمة مطلقة


قال عز وجل: (ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى) صدق لله العلي العظيم

بسمه تعالى: (يا أيها النبي بلغ ما أنزل إليك الى الناس وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) صدق الله العلي العظيم

أما بالنسبة لأمير المؤمنين علي (ع) والأئمة المعصومين (ع)
بسمه تعالى (إنما وليكم الله ورسوله والمؤمنون الذين يقيمون الصلاة ويأتون الزكاة وهم راكعون) صدق الله العلي العظيم ..... علاوة على أن هذه الآية تقر بولاية أمير المؤمنين علي (ع) فانها أيضا تأكد عصمته حيث كيف يَقرن الله ولايته ورسوله بمؤمنين غير معصومين ؟ كما أنه عز وجل قال مؤمنون وليس مؤمن واحد وهذه أكبر حجة على أن الأئمة الباقين من أهل بيت الرسول (ع وآله) هم معصومون وتفرض ولايتهم على الناس أجمعين فكل إمام منهم تصدق وهو راكع كما تصدق والدهم أمير المؤمنين علي (ع أجمعين)
ما هي العصمة ؟
العصمة هي الامتناع الذنب لأجل اليقين بضرره وخطره .
لأجل توضيح المعنى العلماء يقسمون العلم واليقين إلى
1. علم اليقين
2. عين اليقين
3. حق اليقين
كل درجة أكمل وأرقى من الدرجة التي قبلها

1. علم اليقين: هو العلم بالشيء عن طريق أثره ...مثال: أني عندما أرى الدخان أعلم أن هناك نارا، العلم بالدخان يعني العلم بوجود النار فأنا علمت بوجود النار عن طريق الإحساس بأثر النار وهو الدخان .
2. عين اليقين: العلم بوجود الشيء عن طريق الإحساس به ... كأن أذهب وأرى النار بعيني، هنا تزيد درجة اليقين بوجود النار، بسمه تعالى (لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين) صدق الله العلي العظيم

3. حق اليقين: العلم بالشهودية .. لو أن الإنسان وقع في النار وتفاعل مع حرارتها أصبحت الحرارة جزءا من بدنه يزداد يقينه بالنار، تحول اليقين من الإحساس إلى الشهود، وهي أعلى مرتبة من اليقين .
ما هو الرابط بين العلم والعصمة ؟
لأوضح الرابط أستطيع أن أقول كل إنسان عاقل هو معصوم عن بعض الأشياء لأنه وصل درجة اليقين بضررها وخطرها ... مثال عندما يضع الإنسان يده على سلك كهربائي فتلسعه الكهرباء هل يضع يده مرة أخرى بالطبع لا، إذن صار معصوم عن مس الكهرباء لأنه علم بضرر الكهرباء على نحو عين اليقين بضر الكهرباء فامتنع منه مس الكهرباء إذن فهو معصوم عن مس الكهرباء .
عندما نقول أن الرسول (ع وآله) أو الأئمة (ع) معصومون معناه أنهم علموا بضرر المعاصي علما وصل إلى درجة حق اليقين يعني علم بها علما شهوديا، فانكشفت له أضرارها امتنع منه الذنب والمعصية.
هل يمكن للمعصوم أن يرتكب المعصية ؟
إذا قلتم أنه يمكن أن يفعل الذنب إذا ما هو الفرق بينه وبين الإنسان العادي .. لا فرق .
إذا قلتم لا يمكن أن يفعل الذنب إذا لا ثواب له كيف يثاب على شيء ليس اختياره أو مجبور على ترك المعاصي ؟
الجواب: الإنسان العادي هل يمكن أن يمس الكهرباء أم لا يمكنه ؟ إذا لاحظت الإنسان بما هو إنسان ولا بما هو عاقل عالم = يمكنه أن يضع يده على السلك الكهربائي ويحترق, المجنون يمكن أن يمس الكهرباء.
و لكن إذا لاحظته بما هو إنسان عاقل عالم بخطر الكهرباء = فلا يمكن أن يمس الكهرباء.
النبي محمد (ع وآله) كيف تنظر إليه ؟ إذا نظرت إليه كانسان مجرد عن العلم والمعرفة نعم يمكنه فعل المعصية .
أما إذا لاحظت بما هو نبي عالم عارف بأخطار الذنوب والمعاصي إلى درجة حق اليقين فلا يمكن حينها أن يرتكب المعاصي وإلا لما كان عارفا. لذلك من أجل قوة إرادته امتنع عن ارتكاب المعصية ولأجل امتناعه عن المعصية عن علمه وإرادته استحق الأجر والثواب لأن امتناعه امتناع اختياري إرادي وليس إجباري .
لماذا اختار محمد وآل محمد (ع) لجعلهم المعصومين ؟
هناك وجهان:
نظام الوجود يقتضي وجود إنسان كامل ومتكامل
الإنسان العادي هو إنسان متكامل والمعصوم هو إنسان كامل
فالمتكامل يقتدي بالإنسان الكامل حتى يصل إلى الهدف ألا وهو الكمال
لذلك اقتضت حكمة العزيز الحكيم أن يوجد محمد وآل محمد (ع) كاملين لنقتدي بهم ونصل للكمال
1. المجتمع خُلق من أجل أن يصل إلى الكمال الروحي لأنه كمال دائم .
يصل إلى الكمال بالعبادة أي أنواع العبادة التي نتبعها على طريقة المسيحيين أم على طريقة المجوس أم على طريقة الشيعة أم الحنبلية .... إلخ أي نوع نتبع لنصل للكمال الروحي؟ الإمام الصادق (ع) يقول: (من لم يعرف إمام زمانه فتكون أعماله بدلالته ما كان له على الله حق في ثواب). إذن فالعبادة وحدها لا توصل للكمال إذا لم يكن هناك دليل يدلنا على طريق الكمال ودليلنا للوصول إلى الكمال يجب أن يكون كاملا وإلا لما استطاع أن يدلنا على طريق الكمال.
2. علم الله قبل أن يخلقهم أن هؤلاء محمد وآله (ع) حتى بدون أن يعطيهم العصمة سيكونون في عملهم أقوى الناس إرادة وصبرا؛ لذلك أعطاهم الكمال جزاءً لقوة الإرادة.

هل يمكن للمعصوم أن يخطئ في تشخيص الموضوعات الخارجية ؟
الإمامية تقول إن المعصوم معصومٌ عصمة مطلقة لا يخطئ لا يذنب لا في أمور التبليغ ولا في تشخيص الموضوعات الخارجية.
لأن الهدف من بعثة النبي ونصب الإمام (ع) هو انقياد الناس لهم ما جعل نبيا إلا لتثق الناس به وكذلك ما جعل معصوما الا لتثق الناس به وانقيادهم إليهم وهذا الهدف لا يتحقق إلا إذا كان معصوما عصمة مطلقة لتثق الناس به ثقة مطلقة وتنقاد إليه فإن كان يخطئ في بعض الأمور ويصيب ببعضها إذًا لن تثق الناس به ولن تنقاد إليه !!

إن الله اصطفى النبي محمدا وأهل بيته الأطهار ليكونوا مصابيح الهدى لنا فكيف يعقل أن يكونوا غير معصومين وكيف نأخذ من النبي (ع وآله) بعض العلم ونترك البعض، إنه تعد عل أمر الله والعياذ بالله
أرجو بهذا الجهد البسيط أن أكون قد أزلت الغبار الذي يعتلي أدمغة عقول البعض ...
انتهى ..
اللهم صل على محمد وآل محمد ..
تحياتي الكربلائية . للكاتبة (الكربلائية الحسينية) كتاب (بحار الأدلة) إلكتروني.

1 التعليقات:

Salatnah يقول...

بس لو تعطي ألوان للنص بكون تمام

إرسال تعليق